الخطبة الاولى
الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا
الحمد لله الذي جعل العيد يوم جزاء وثواب ، يخلع فيه على العابدين حلل الرضاء ، ويلبسهم فيه من إحسانه جميل الثياب ،ويكرمهم فيه بأجر الكسب ويغفر لهم فيه سيئات الاكتساب ، نحمده تعالى على التوفيق لما أمرنا به في نهار رمضان من ترك الطعام والشراب ، ونشكره عز وجل أن يسر علينا قيام رمضان بصلاة التراويح وتلاوة الكتاب ، ونسأله المزيد من فضله وأن يفتح لنا من الخير كل باب ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يسلك بنا في سائر الأوقات سبيل الصواب ، رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَإِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل العيد يوم شرب وبعال ، وأمر فيه المسلم بالتوسيع على نفسه والأهل والعيال ، وحرّم صومه وندب فيه المؤمنين إلى التصدق بالمال الحلال ، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المنعوت بأشرف الخصال ، وأعلى بني الإنسان في درجات الكمال ، يرغب في صالح الأعمال ويدعوا إلى الله بلسان الحال والمقال ، ويعدل صيام الدهر بصيام رمضان وست من شوال ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى صحبه خير صحب وآل ، صلاة دائمة إلى يوم المآل
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
الله أكبر عدد ما ذكره أبيض وأسود ، وأسر وأكرم الخلق على الله أتقاهم ، الله أكبر عدد ما هلل مهللٌ وكبر وكبر ، الله أكبر كلما صام صائم وأفطر، وكلما تلا قارئ كتاب ربه وتدبر ، وطاف طائف بالبيت العتيق فذكر الله وكبر ، الله أكبر كلما استغفره المستغفرون في ساعة من ليل أو نهار أو حين السحر أما بعد :
اعضاء المنتدى الكرام :أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإن تقواه سبحانه وصيته للأوائل والأواخر ، بها تسموا الضمائر ، وترق المشاعر وبها النجاة يوم تبلى السرائر ،، فتقوى الله عز وجل تبعث السعادة والسرور في القلب ، تجعله غنياً ولو كان صاحبه فقيراً معدماً ، وتجعله راضياً صابراً ولو كان مصاباً مبتلى ، إن استغنى زانته وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر ، وإن عوفي تمت له النعمة وإن ابتلي حملته ، فاتقوا الله عباد الله .. واشكروه سبحانه على إتمام عدة الصيام واذكروه وكبروه على ما حباكم من نعمة الإسلام .
أيها المسلمون : إن يومكم هذا يومٌ عظيم من أيام الله ، يومُ عيدٍ وفرحة ويوم غبطة في الدين والطاعة ، يوم عيد الفطر المبارك الذي يتكرر ويعود على المسلمين في كل سنة ، يفرح المؤمنون به لأن الله تعالى وفقهم لإكمال العدة ، وأعانهم فيه على الطاعة وهم ينتظرون من الكريم المثوبة والجائزة
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
عباد الله : كنا بالأمس في عبادة عظيمة وجليلة ، عبادة الصيام . عمرت في زمنها المساجد بطاعة الرحمن، وقراءة القرآن ، وعمرت القلوب بالرحمة والعطف والحنان ، وعملت الجوارح فيها بالجود والخير والصلة والصدقة والإحسان ، وهكذا أيها المسلمون تنطوي صحيفة رمضان وتٌقوض سوق كانت عامرة بالخيرات والحسنات ، ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر وحرم فيها من حرم ، نسأل الله أن يجعلنا فيه من المقبولين 0وما أجمل حياة العباد وهم يتنقلون فيها من عبادة إلى عبادة ، ومن ذكر إلى ذكر ومن قربة إلى قربة،ومن طاعة إلى طاعة
فيا عبد الله : بعد وداعك لشهر الصيام فعلى أي شيء عزمت بعد انقضاء شهر القيام ، أتراك بعدما ذقت حلاوة الطاعة تعود إلى مرارة العصيان ؟؟ أتراك بعد أن عمرة قلبك بالتقوى والإيمان، ولسانك ما زال رطب بالقرآن ، وكنت بكثرة النوافل مرغم الشيطان ، أيليق بك بعد إن كنت في رمضان تقياً نقياً، رحيماً أن تحول نفسك شيطاناً رجيما ، حذاري بعد أن كنت في عداد الطائعين وحزب الرحمن، وأسبل عليك لباس العفو والغفران ، تخلق بالمعصية فتكون من حزب الشيطان ، حذاري أن توقع نفسك في المعاصي فإنها شهوة قصيرة عاجلة ، تعقبها حسرة دائمة ونار حامية
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أيها المسلمون : اليوم نعيش عبادة عظيمة ،وشعيرة كريمة، من شعائر هذا الدين القويم ، ألا وهي صلاة عيد الفطر المبارك، التي شرعت لإظهار شكر الله عز وجل ،وحمده على نعمه العظيمة ،وآلائه الجسيمة وأفضاله المديدة، ولتكبيرة وتعظيمه وتمجيده ، ففي هذا اليوم المبارك تجتمعون في هذا المكان الطاهر لأداء هذه العبادة العظيمة ، وقد علت الفرحة وجوهكم وتزينت أبدانكم بجديدكم ،وتصافحت أيديكم وقلوبكم، وكست وجوهكم الفرحة وعلاها السرور ، ولو كشف عن قلوبكم في هذه اللحظات الطيبة وأطلع عليها، لوجد أنها مملوءة حباً ووداً ،قد ذهب الغل والحقد منها واختفي الكره والبغض فيها ، لأن هذه اللحظات لحظات إيمانية وروحانية ،لحظات فرح وسرور ، ولذا تجد أن الأخ يصافح أخاه ويعانقه ،ويبارك له في العيد ويهنئه به ،ولو أن بينه وبينه سوء خلاف وتباعد وتقاطع ،لكن هذه اللحظات الإيمانية أخفت هذه الأمور البغيضة، وأزالتها من القلوب ، وإنك عندما ترى هذا المشهد العظيم، والمسلمون يتصافحون ووجوهم طلقة ويتبادلون التبريك والتهنئة ،والدعاء بالقبول والمغفرة ، تدرك إدراكاً حازماً أهمية اجتماع المسلمين وتكاتفهم على دينهم واعتصامهم بحبل الله المتين
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!