[center][size=16][color=blue]الناحية الشرعية و الناحية الاجتماعية [/color][/size]
[size=16]قد يكون العنوان الانسب هو (الحكم الشرعى و النظرة الاجتماعية) و العنوان الموضوع لهذا المقال ليس مداهنة لمن لم تأنس نفسه بعد للرضوخ طواعية للأحكام الشرعية واعتبارها الخيار الوحيد حتى وان خالفها المخالف...[/size]
[size=16]الكثير من الناس يفصل بين الحكم الشرعى لأمر ما وبين الحكم الاجتماعى لنفس الأمر فتراه يعرض الأمر ويناقشه وهو عالم بالحكم الشرعى له وبمخالفته للنظرة الاجتماعية التى قد يعتقدها هو او قد تكون سائدة فى المجتمع الذى يعيش فيه[/size]
[size=16]وبالرغم من اقرار الناس بأن النظرة الاجتماعية تتغير مع الزمان و المكان الذى تظرأ فيه مسألة ما فانك تراهم يفصلونها ويفضلونها عن الحكم الشرعى الذى لايعتقدون أصلا بوجوب اتباعه فى الغالب...ليس العيب هنا انما العيب فى أهل العلم الشرعى الذين ينظرون الى الأمر بنفس النظرة وان لم يكونوا كذلك فلا تراهم ينكرون منكرا اجتماعى ولا يأمرون بمعروف أجتماعى الا من رحم الله.....ومن هنا أنفصلت أخلاقنا عن ديننا فسميت الأخلاق و الأخلاقيات و السلوكيات الاجتماعية بالعادات و التقاليد و وضع عليها أهل علم الاجتماع هالة من القداسة واعتبرت من التراث الثقافى الذى يفتخر به أمام الآخرين من فئات المجتمع المتنوعة حتى وان حمل فى طياته أفعالا جاهلية قد تناقض أحكاما شرعية جلية الوضوح....اعتبر الدين مجردا من الحياة الاجتماعية...أعتبر مسألة متعلقة فقط بالآخرة صلاة و زكاة و حج أو عمرة و صوم..صدقات...أفعال خير وقراءة القرءان الكريم وماشابه هذا من الأمور التعبدية المتعلقة بالقلب و الاعتقاد فى الثواب الاخروى فقط!!! أما باقى مسائل الحياة الدنيا فهى أمر اجتماعى محض يسيره المسلم كيفما يشاء دون الرجوع الى الاحكام الشرعية وان أختلفت فقهيا من عالم لآخر...هكذا تكونت مجتمعاتنا وهكذا ظهر التباين و الاختلاف و التعارض فى عاداته و تقاليده وهكذا انتشرت فيه بعضا أو كثيرا من أفعال الجاهلية المتجددة بطعمة تطور الزمان...فترى المرء وان استنكر الأمر بفطرته يعرض عليك مسألة طالبا رأيك فيها و يذكرك بأن لاتناقشه من الناحية الشرعية فيها...ولكن ناقشنى اجتماعيا...ومتى يا هذا انفصل المجتمع عن الدين ان المرء من قيامه من فراشه الى أن يعود اليه وهو واقع داخل اطار الدين الذى أختاره بمحض ارادته لليقظة أذكارها و لدخول الحمام أذكاره و للخروج من البيت أذكاره وآدابه و لركوب الراحلة أذكار وللشروع فى أى أمر سواءا أكان أكلا أو شربا أو بيعا أوشراء أوأداءا أو قضاء بل وحتى أن يأتى المرء أهله آداب و أذكار و ضوابط شرعية مفصلة لو اعتادها المرء الذى ألزم نفسه بالدين الذى أختاره وآمن به لصار له و لهله عادات و تقاليد نابعة من صلب دينه تتوافق معه و تنسجم فى تناغم مبسط يسير فى حياته الدنيا التى سيظل سائرا فيها الى أن يوارى الثرى ويصلى عليه ويعزى أهله فيه بعادات و تقاليد اجتماعية هى نفسها الأحكام الشرعية التى جعلت المسلم أينما عاش على ظهر هذه البسيطة يشبه أخاه المسلم فى اى بقعة أخرى من الارض مهما بعدت...فهل ياترى سنعود انفسنا و أطفالنا باتباع الأحكام الشرعية بعد أن نتحرى صحتها لنكون عادات و تقاليد اجتماعية نابعة من ديننا غير مخالفة له لنحظى بخيرى الدنيا و الآخرة أم أننا سنتمسك بما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا وان خالف أمرهم أمر الله تعالى ورسوله........والخيار لكم فيما ترونه مناسبا....لأنفسكم ولأطفالكم[/size][/center]
__________________
[center][size=16][color=blue]اللهم أنى أسألك علما نافعا ورزقا طيبا و عملا متقبلا[/color][/size][/center]